الثلاثاء، 16 مارس 2010

توقعات عن قرب اندلاع حرب سابعة في صعدة

طالب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحوثيين بالالتزام بتطبيق آلية وقف إطلاق النار وعدم التسويف، ملوحاً بإمكان شن حرب سابعة ضدهم وقال أمام حشد من طلاب أبناء صعدة :" نأمل أن يتعظوا وينفذوا البنود الستة المعلنة ويلتزموا بآليات تنفيذها من دون تسويف، نفذوا الشروط كما جاءت وعودوا مواطنين لكم كامل الحقوق".

أكد مصدر يمني مطلع أن هناك بوادر حرب سابعة تلوح في الأفق بين الحوثيين والجيش اليمني اثر استقالة أحد أعضاء لجنة تنفيذ وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والحوثيين ، شمال البلاد.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن المصدر قوله "إن عضو اللجنة التنفيذية لوقف إطلاق النار في محافظة صعده البرلماني عثمان مجلي قدم استقالته يوم الخميس الماصي من الاستمرار في أعمال اللجنة"، معتبرا بان اللجنة لم تصل إلي حلول تتماشى مع بنود وقف إطلاق النار مع الحوثيين".

وأكد عثمان مجلي ان المتمردين يستعدون لحرب سابعة جديدة ويعتبرون وقف العلميات العسكرية مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس.

وكانت السلطات اليمنية كلفت أربع لجان ميدانية للإشراف على تنفيذ الحوثيين للشروط الستة التي وضعتها لوقف الحملة العسكرية في صعدة، وأعلن المتمردون قبولهم بها ، لكن الطرفان تبادلا الاتهامات بعد ذلك بالمماطلة وخرق الاتفاق.

وفي ذات السياق، حملت صحيفة "الميثاق" الرسمية الخميس الماضي على محافظ صعدة المقال حسن مناع بعدما توقفت الحرب شمال البلاد ، بعد الاتفاق الأخير بين الطرفين في 11 فبراير/شباط الجاري، واتهمته بأنه كان يزود الحوثيين بالسلاح، الأمر الذي نفاه المحافظ المُقال بشدة.

واعتبر مناع، الذي كان قد اعتقل لفترة وجيزه في القصر الرئاسي الأسبوع الماضي، أن وكيل وزارة الداخلية محمد القوسي بعدم قدرته على خوض المعارك في مواجهة الحوثيين في مدينة صعدة القديمة.

وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد انهي زيارة للسعودية التي دخلت طرفا فى الحرب مع المتمردين في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وبحث مع العاهل السعودي قضية التمرد فى الشمال واستقرار الأوضاع فى جنوب اليمن الذي يدعو لانفصال عن الشمال.

ويري مراقبون بأن من شأن تلك الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع فى محافظة صعده من كبار المسئولين اليمنيين ينبئ عن قرب اندلاع حرب سابعة بين الطرفين قد تكون الأعنف عن باقي المواجهات السابقه بعد أن وصلت الحرب إلى أربع محافظات امتد إليها نفوذ الحوثيين فى صعده والجوف وعمران وحجه.

وأسفرت ست مواجهات بين المتمردين الحوثيين والجيش اليمني منذ منتصف يونيو/ حزيران عام 2004 وحتي الحادي عشر من الشهر الجاري عن مقتل وجرح واعتقال الآلاف من الجانبين.

ويشار الى ان الجيش اليمني بدأ السبت الماضي التمركز في الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية كما تسلمت الحكومة اليمنية خمسا من المديريات الغربية محافظة صعدة كان المتمردون الحوثيون استولوا عليها إبان المواجهات بين الطرفين.

وتقاتل الحكومة اليمنية المتمردين بشكل متقطع منذ عام 2004 لكن الصراع احتدم في الصيف الماضي عندما بدأت صنعاء عملية الارض المحروقة لوضع حد لتصاعد العنف.

ودخلت السعودية الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني عندما استولى الحوثيون على بعض الاراضي السعودية مما دفع الرياض لشن هجوم عسكري واسع عليهم.

وتوقفت الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيون اثر إعلان المتمردين الموافقة على النقاط الست التي وضعتها الحكومة والعودة إلى الحياة المدنية، وتسليم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من الجانبين اليمني والسعودي وعدم الاعتداء على أراضي السعودية.


ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، توعد الرئيس اليمني الحوثيين بحرب سابعة إذا لم يلتزموا بتطبيق بنود الحكومة الستة، واتهمهم بنشر المذهب الإثني عشري، وحمل على الحراك الجنوبي الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن.

وأضاف صالح مخاطباً الحوثيين :" عرضنا تلك الشروط قبل ما تسال الدماء، إذا أردتم أن تكونوا قوى سياسية طبقاً للدستور والقانون فالدستور والقانون يكفل ذلك ".

وهاجم شعارات الحوثيين، وقال :" من رفعوا شعار "الموت لأمريكا أو لإسرائيل هم في الحقيقة رفعوا شعار الدمار لصعدة والموت لأبنائها وأبناء القوات المسلحة والأمن"، وتساءل:" أين أمريكا وإسرائيل منهم؟، فبيننا وبين كل منهما آلاف الأميال، ولهذا فإن من رفع ذلك الشعار الكاذب والباطل هدفه التضليل ".

وحيال أحداث جنوب اليمن قال صالح:" الانفصاليون أشعلوا الفتنة في حرب صيف عام 1994 وقدمنا خلالها شهداء وخسائر مادية ومعنوية، نتيجة تلك الفتنة والتعصب الأعمى لأولئك الذين جاؤوا إلى الوحدة للنجاة بجلودهم والفرار من مصير محتوم كان ينتظرهم كما حدث في رومانيا لتشاوشيسكو (الرئيس الأسبق نيقولاي) وزوجته".

وحول عدم وجود نية لديه لتوريث الحكم لابنه أحمد كما تردد المعارضة، قال :" الحكم أصبح الآن بيد الشعب وأصبح مئات الآلاف يشاركون فيه عكس ما كان عليه الحال قبل الثورة ".

من جهة أخرى، تسلم صالح رسالة من نظيره الأمريكي باراك أوباما تعد الثانية في اقل من شهرين تتعلق بتعاون صنعاء وواشنطن إزاء مكافحة الإرهاب، سلمها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، الذي وصل إلى اليمن في زيارة غير معلنة.

وأفادت المصادر الرسمية بأن رسالة أوباما أكدت دعم الولايات المتحدة القوي لوحدة اليمن واعتبارها عنصراً هاماً لنجاح الأمن والاستقرار في المنطقة، وحرصها والتزامها بمواصلة دعمها لليمن في المجال التنموي.

وأشارت الى تجديد واشنطن التزامها بزيادة الدعم وتعزيز قدرات اليمن الأمنية وجهودها لمكافحة الإرهاب.

وتعتزم الولايات المتحدة تزويد اليمن بعدد من الطائرات العمودية الأمريكية وتمويل اصلاح عدد من الطائرات العمودية التي يمتلكها في إطار زيادة قدارت اليمن في التصدي لأنشطة "القاعدة-" في اليمن المعروف باسم -"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" انه جاء في وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية ،البنتاجون موجهة لمجلس الشيوخ الأمريكي: "ان واشنطن ستقدم أربع طائرات عمودية عسكرية من انتاج شركة بيل الامريكية وتدريب الكوادر اليمنية لقيادتها وصيانتها ، كما ستمول اصلاح وصيانة 10 طائرات عمودية من طراز مي 17 من انتاج روسيا".

ومن المنتظر ان يكون بمقدور القوات اليمنية عند وضع هذه الطائرات في الخدمة نقل وحدات عسكرية صغيرة إلى المناطق الجبلية العالية للقيام بمهام عسكرية ليلا ونهارا.

وكان مسئولون في البنتاجون قد اعلنوا في وقت سابق من هذا الأسبوع ان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قد أقر مساعدة أمنية لليمن بقيمة 150 مليون دولار لعام 2010 فيما كانت فقط 67 مليون العام الماضي.

ولا يشمل هذه المبلغ قيمة المساعدات الأمنية السرية التي تقدمها واشنطن لليمن والتي زادت بشكل مطرد مؤخرا.

وكان مؤتمر لندن الذي اواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي قد خرج باتفاق على العمل سوية للتصدي لخطر تنظيم القاعدة.

وكان تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" قد أعلن مسئوليته عن محاولة تفجير الطائرة الامريكية في ديترويت عشية عيد الميلاد.

يذكر أن تقارير تفيد بأن النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب المتهم في محاولة تفجير طائرة ديترويت قد اعترف أمام المحققين بأنه حصل على المتفجرات في اليمن.

وترى الاوساط الأمنية الأمريكية ان القاعدة في اليمن يأتي بعد تنظيم القاعدة في المنطقة القبلية على الحدود الافغانية الباكستانية من حيث قوة التنظيم والتعقيد وهو حدا بها إلى اعارة اهتمام خاص لليمن ووضعه تحت المراقبة سواء عبر الاقمار الاصطناعية او عبر توسيع نشاط المخابرات المركزية الأمريكية هناك .

وهدد القائد العسكري لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» قاسم الريمي، الذي كانت الحكومة اليمنية أعلنت أنها قتلته، بشن هجمات داخل الولايات المتحدة. وقال الريمي، في مقال نشر على موقع «صدى الملاحم» على الانترنت، «وإنكم اليوم قد هاجمتمونا في عقر دارنا فانتظروا ما يسوؤكم في عقر داركم ،واعتبر أن المساعدات الأميركية لليمن عضدت شعبية المقاتلين بين القبائل المحلية .

وأكد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس جمعية كنعان للدفاع عن فلسطين قائد اركان الأمن المركزي أن البنود الستة التي طرحتها الحكومة اليمنية على المتمرد الحوثي لإيقاف الحرب في صعدة لا تمثل قوة الدولة في اليمن ، معتبرا أنها نقاط ضعف للدولة وليست نقاط قوة.

ووفقا لما ورد بجريدة "الوطن" اليمنية ، توقع يحيى صالح في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء حدوث حرب سابعة حال لم يتم حسم المعركة في صعدة نهائيا كون المماطلة في حسم المعركة سيعمل على جعل المتمرد الحوثي يعمل على إعادة ترتيب أوضاعة لاستئناف الحرب من جديد.

وأقترح رئيس جمعية كنعان بأن يطرح على جماعة التمرد الحوثية بنداً واحداً فقط وهو أن تسلم نفسها وكل ما لديها إلى الدولة وأن يقدم كل قادتها إلى المحاكمة.

وقال يحيي صالح :" إن أي مصالحة مع جماعة التمرد والتخريب بصعدة تعتبر في الأول والأخير تفريط بالوطن ".

وأكد على ضرورة حسم المعركة وفقا للدستور والقانون وبما يحفظ دماء الشهداء وآلاف الجرحى الذين سقطوا في هذه الحروب.

وأضاف يحيي صالح قائلا :" إن الشعب اليمني لن يسمح بأن تذهب دماء الشهداء من أبناء القوات المسلحة والأمن هدرا".

وكشف عن استمرار إجراءات الدولة في ملاحقة تجار السلاح في اليمن كونهم يسعون إلى استمرار الحرب في صعدة لتحقيق مآرب تجارية وصفها بالقذرة.

وقال يحيي :" إن على الدولة مسئولية وطنية في الحفاظ على الأجيال اليمنية من الوقوع في براثين الأفكار الهدامة" ، مضيفا :" إنه لابد من مكافحة مثل تلك الأفكار قبل أن تنتشر في أساط الشعب اليمني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق