الاثنين، 1 أكتوبر 2012

تاج تقر الاعلان عن نشاطة في مناطق الجنوب

تاج  تقر  الاعلان  عن نشاطة  في مناطق الجنوب والتحضير للمؤتمر الأول والدعوة  للحوارلتشكيل جبهة وطنية عريضة
لندن   ابو عمار
كشف البلاغ الصحفي  الصادر عن اللجنة القيادية الموقتة للتجمع الديمقراطي الجنوبي تاج عن التوجهات الجديدة في قيادة تاج للانتقال التدريجي  لكل نشاطات وفعاليات تاج الي الساجة الجنوبية  وكل محافطات الجنوب في حطوة  يري البعض من المراقبين  السياسين للاوضاع  الجارية في الجنوب بانها حطوة جرية من قيادات تاج لتوكد للجميع بان  تاح الفضيل الجنوبي  الاول التي نشاة في العام 2004م  في العاصمة البريطانية  لندن وتبني في برنامجها السياسي  هدف الانفصال واستعادة الهوية الجنوبية  وكان هو وراء  تحريك  الشارع الجنوبي  وايصال الامور الي ماهو عليها اليوم فقد كانت قيادات وقواعد المعارضة الجنوبية  تاج هي السباقة  في تبني مشروع النصال التحرري الجنوبي واستطعت خلال  اعوام من نشاطاتها اطهار وايصال القضية الجنوبية في المحافل الدولية وابرزها بالشكل المطلوب
 كما ان فعاليات ونشاطات تاج في كل محافطات الجنوب والمحافل العربية والعالمية  اسهم  بشكل فعال واساسي الي  طهور وحروج القيادات الجنوبية  السابقة الي السصح والاعلان عن نشاطاتها العلنة بعد ان طلت منذو  اختلال  الجنوب في العام 1994م من  قبل قوات  الاحتلال اليمنية  بعيد عن الانظار حتي  بدايات العام 2008م  ولن تستطيع تلك القيادات الجنوبية  انكر ذلك   وهي نفسها التي كانت تقول دايما  في لقاءات وحوارات  قيادت تاج  بان سقف مطالب المعارضة الجنوبية  تاج  عاليا وراحت تبني مشاريح احري منها الفيدرالية  ومع تصاعد النصال التحرري في مناطق تاج سعت تلك القيادات التاريجية  ومعها  احزاب المعارضة اليمنية  الي عرقلت نشاطات  تاج وتضيق الحناق على كل نشاطات المعارضة الجنوبية  تاج والقيام  بحصار تاج سياسيا واعلاميا  وتعرضت العديد من كوادر  وقيادات  تاح الي جملة من المضايقات والاعتقالات والسجن  في سجون قوات الاحتلال  في اليمن   وسجون بعض  دول الحواروالمحاكمات والترحيل من بعض دول الحوار بسب  نشاطاتهم السياسية  وانتماءتهم الي المعارضة الجنوبية  تاج حتي وصل الامر بالبعض منها  مساندة ودعم  عملية الانشقاقات في تاج
 واما تلك التحديات ظل تاج الرقم الصعب في المعادلة السياسية  في الساحة الجنوبية  وبذلت قيادات تاج  جهود جبارة  في استعادة العافية واعادة الالتحام بين القيادة والقواعد  وانتقلت نشاطات  المعارضة الجنوبية تاج في طل تواجد لجنة قيادة  موقت من الشباب  من العمل العلني الي العمل السري في بعض الدول العربية  وكل مناطق الجنوب  خوف من تتعرض كوادر وقيادات في هذا البلدان العربية ومناطق الجنوب  للاعتقالات والملاحقات  والتعسف وفي الوقت نفسة  توسعت نشاطات وفعاليات  تاج  لضم الي صفوفة  طلاب جامعة عدن  واساتذة الجامعات وكتاب وصحفيين ومعلمين  وقطاع المراة والشباب واليوم نستطيع  القول  ان  تاج  قوي جنوبية  جماهيرية  فعالة في كل ارض الجنوب كثيرون من ابناء الجنوب والمرافبين  يرون بان المعاؤضة الجنوبية الشابة  تاج هي اكثر حيوية ونشاط وهي قادرة على اجداث متغيرات وافزت واقع حديد في الساجة الجنوبية  اكد عليها  البلاغ الصحفي  حيت قال  :
تؤكد اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج" تجديد دعوتها لكل اطراف وفصائل وقوى الثورة في الجنوب في الداخل والخارج لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل لن يستثن أحد يفضي إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة تعبّر عن وحدة الشعب الجنوبي بمختلف فئاته وفصائله وتوجهاته وتدير اختلافاتها بشكل ديمقراطي وحضاري بعيدا عن أي وصاية او هيمنة او اقصاء او تخوين تمكّن شعبنا العربي في الجنوب من ممارسة حقه في تثبيت خياراته وتقرير مستقبله دون أي تجاوز من حزب او فئة  او اشخاص كثابت سياسي ووطني لا يجب الاختلاف حوله.
ونؤكد  المعارضة الجنوبية الشابة "تاج" انها  ندعو ونسخّر كل جهودنا وإمكانياتنا للحوار مع مختلف الأطراف من اجل بلورة القناعات باننا جميعا معنيين وأن لا سبيل لاسترداد حقنا وانتزاعه من مخالب الاحتلال إلا بوحدتنا السياسية التي صارت مطلب تفرضه علينا الضرورة والمصلحة الوطنية العليا .
 واليوم توكد المعارضة الجنوبية اللجنة القيادية المؤقتة ل" تاج  أن الوقت قد حان لإعلان نشاطنا في مختلف مدن وقرى الجنوب والتحضير للمؤتمر الأول للتجمع للوقوف امام عمله السياسي خلال المرحلة الماضية مذ انطلاقته في 2004م ومراجعة المهام التي تنتصب امامه خلال الفترة القادمة استعدادا للمواجهة الشاملة مع نظام الاحتلال اليمني الذي بات مفككا تلوح من بين شروخه الواسعة اشعة فجر الحرية والاستقلال للجنوب ولشعبنا العربي الأبي.
نتمني الاستجابة  الي دعوة المعارضة الجنوبية اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج  لكل الاطراف الجنوبية  للحوار الوطني الجنوبي اولا وحدة كل القوي السياسية  الجنوبية  التي صارت مطلب تفرضه علينا الضرورة والمصلحة الوطنية العليا .للحنوب والذهاب لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل لن يستثن أحد يفضي إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة تعبّر عن وحدة الشعب الجنوبي ونامل  من تاج العمل والاسهام في توحيد القوي الجنوبية  والتمنيات  كل التمنيات  لانجاح  كل التحضيرات  الجارية  الان   لعقد للمؤتمر الأول للمعارضة الجنوبية تاج في العاصمة عدن
والحقيقة  ان بلاغ اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج الصحفي الصادر  في سبتمبر 2012م كان بمثابة رسالة واضحة لكل الاطراف المعنية   في الجنوب  وكل القوي الاقليمية  والعربية  والعالمية كشفت  عن التوجهات الجديدة  في الخطاب الاعلامي  للمعارضة الجنوبية تاج  التي تتحدد من العاصمة البريطانية  لندن مقر لها منذ العام 2004م  ولها نشاطاتها في  مدن  وقري الجنوب  وبعض الدول العربية والاسلامية  ودول اروباء وروسيا  وامريكا  وهو الامر التي يدفعنا الي القول بان  علينا  اعادة قراءت  تلك البلاغ الصحفي  والتعامل الايجابي  مع كل ما احتوي البلاغ  من اهداف ومطالب ودعوات  وتوجهات  فالوحدة  الجنوبية  صارت  اليوم مطلب تفرضه علينا الضرورة والمصلحة الوطنية العليا .للحنوب




بلاغ صحفي صادر عن اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج" سبتمبر 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
في جو مفعم بالحماس عقدت اللجنة القيادية المؤقتة للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"  يم أمس السبت في مدينة برمنجهام بوسط بريطانيا اجتماعها الاعتيادي وقفت فيه امام عدد من القضايا التنظيمية  وجملة التطورات السياسية الداخلية والخارجية التي تشهدها بلدنا "الجنوب العربي المحتل" في ظل هذه الظروف الإقليمية والدولية البالغة التعقيد والتي القت بظلالها على المنطقة وتهدد مستقبل شعوبها برمتها.
في البدء  توجه اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج" التحية لجماهير شعبنا في الجنوب وقوى الثورة التحررية على موقفها النضالي وتضحياتها الجسيمة التي تقدمها في مواجهة العنف اليومي وآلة القمع التابعة لنظام الاحتلال اليمني البغيض وتحيي اولئك الأبطال الذين مافتئوا يسطرون اروع البطولات في ملحمة المواجهات مع قوات الاحتلال اليمني والمليشيات القبلية والأحزاب اليمنية والمليشيات العسكرية التي تتبع حزب الإصلاح والتي تعمل جميعها في تناغم وتناسق باتجاه وأد الثورة في الجنوب  والتآمر عليها رغم كل خلافاتهم وصراعاتهم. كما توجه التحية لأبطال الجنوب في الداخل والخارج القابضون على الجمر وفي مقدمتهم الشهداء الأبطال والجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال اليمني, اولئك الذين لم يتوانوا  او ينكسروا امام كل هذه المعاناة والحصار المالي والإعلامي وسياسة الإرهاب  والتجويع التي يمارسها نظام الاحتلال بحقهم واثبتوا بحق ان الثورة عصية مهما كانت المؤامرات والصعوبات.
ووقفت اللجنة أمام تقرير شمل مجمل المستجدات السياسية على الساحتين اليمنية والجنوبية والتطورات الخطيرة التي تهدد مستقبل ووجود شعب الجنوب والتي تضعنا جميعا امام مسئولية تاريخية غير مسبوقة يتطلب من كل ابناء الجنوب دون استثناء الوقوف بوجه الهجمة الشرسة التي تستهدف الجنوب أرضا وإنسانا ولن تستثن احدا اينما كان. واستعرض التقرير الحالة الخطيرة التي نواجهها ممثلا في انهيار الدولة ووجود الفراغ الأمني وانتشار فرق الموت والسلب والنهب بما يصاحبها من غياب شبه كلي للخدمات وتكسر لمنظومة القيم والعجز التام لما تسمى بحكومة الوفاق عن التقاط الأنفاس ووقف التدهور السياسي والأمني والاقتصادي حتى صار شبح المجاعة يهدد الغالبية العظمى من ابناء الجنوب وهو أمر يستدعي معه تحمل مسئوليتنا التاريخية بشكل مشترك يجعلنا نسمو فوق الخلافات والصغائر امام هذا الخطر الداهم الذي لا سبيل لمواجهته إلا بوحدة الصف الجنوبي ورص قوى الثورة التحررية في الميدان ورمزها المناضل حسن احمد باعوم.
وعلى الصعيد نفسه يرى التجمع الديمقراطي الجنوبي “تاج" ان الثورة قد تجسّر عودها وثبّتت مداميكها بين صفوف الجماهير متسلحة بالوعي الوطني الجنوبي العربي والإيمان بالله بعدالة قضيتها تتكسر على صخرة هذا الوعي والصمود كل اشكال المؤامرات التي تحيكها منظومة الاحتلال اليمني الممثل بالقبائل والأحزاب والقوى العسكرية المختلفة. وقيمت اللجنة القيادية الجهود التي تبذلها مختلف فصائل الثورة التحررية والشخصيات الوطنية والاجتماعية الجنوبية لمحاولة لملمة الصفوف وتوحيد أداة الثورة التحررية حتى نضمن تحقيق اهدافها في التحرر واستعادة الدولة الجنوبية بهويتها العربية الأصيلة. وهنا تؤكد اللجنة القيادية المؤقتة ل"تاج" تجديد دعوتها لكل اطراف وفصائل وقوى الثورة في الجنوب في الداخل والخارج لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل لن يستثن أحد يفضي إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة تعبّر عن وحدة الشعب الجنوبي بمختلف فئاته وفصائله وتوجهاته وتدير اختلافاتها بشكل ديمقراطي وحضاري بعيدا عن أي وصاية او هيمنة او اقصاء او تخوين تمكّن شعبنا العربي في الجنوب من ممارسة حقه في تثبيت خياراته وتقرير مستقبله دون أي تجاوز من حزب او فئة  او اشخاص كثابت سياسي ووطني لا يجب الاختلاف حوله. وهنا ايضا نؤكد اننا في "تاج" ندعو ونسخّر كل جهودنا وإمكانياتنا للحوار مع مختلف الأطراف من اجل بلورة القناعات باننا جميعا معنيين وأن لا سبيل لاسترداد حقنا وانتزاعه من مخالب الاحتلال إلا بوحدتنا السياسية التي صارت مطلب تفرضه علينا الضرورة والمصلحة الوطنية العليا . وعلى نفس الصعيد يؤكد ّتاجّ رفضه التام للمشاركة بما يسمى بالحوار الوطني اليمني الذي يهدف اولا واخيرا للالتفاف على الثورة ومطالب شعب الجنوب ويدعو للحوار الوطني الجنوبي اولا والذهاب بشكل موحد وندي للحوار اليمني الجنوبي تحت رعاية اقليمية ودولية دون تجاوز لإرادة شعب الجنوب كمرجعية اولى واخيرة في تقرير مستقبله.
وعلى الصعيد التنظيمي الداخلي ل "تاج"  قيمت اللجنة القيادية بشكل عالي الجهود التي بذلت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لمحاولة تفعيل دور فروع التنظيم  في مختلف البلدان وفي الجنوب ومحاولة تجاوز الصعوبات والمؤامرات التي استهدفت وتستهدف "تاج" كفصيل وطني جنوبي رائد,  تلك المؤامرات التي طالت فصائل جنوبية أخرى في محاولة لتمزيق عرى الثورة وجرها للخلافات والتناحرات الداخلية والقضاء على الثورة. وهنا ندعو كل اعضاء "تاج" إلى رفع مستوى الوعي وبذل اقصى الجهود مع مختلف الأطراف الوطنية الجنوبية لتجاوز هذه الصعوبات عبر الحوار البناء والمسئول داعين إلى تصعيد وتيرة النضال بين صفوف الجماهير والتصدي لمختلف اشكال التآمر على الثورة وعلى شعب الجنوب وقضيته العادلة. ووقفت اللجنة القيادية امام تقرير شمل عدد من المهام التي تبذل في بناء منظمات التجمع  في الداخل  خاصة وأن الوقت قد حان لإعلان نشاطنا في مختلف مدن وقرى الجنوب والتحضير للمؤتمر الأول للتجمع للوقوف امام عمله السياسي خلال المرحلة الماضية مذ انطلاقته في 2004م ومراجعة المهام التي تنتصب امامه خلال الفترة القادمة استعدادا للمواجهة الشاملة مع نظام الاحتلال اليمني الذي بات مفككا تلوح من بين شروخه الواسعة اشعة فجر الحرية والاستقلال للجنوب ولشعبنا العربي الأبي.
النصر  للثورة
المجد والخلود للشهداء
والله ولي التوفيق

صادر عن الاجتماع الدوري للجنة القيادية المؤقتة
التجمّع الديمقراطي الجنوبي "تاج"
الجنوب العربي المحتل
  22سبتمبر 2012

البيان الختامي المؤتمر الدولي السادس للتقريب بين المذاهب الاسلامية – لندن

(الدور الحضاري للتقريب في تحقيق السلم الاجتماعي)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنث...
َى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة الحجرات: 13).
نحو التعايش والسلام دعانا القرآن الكريم حيث الرحمة التي بها أرسل الله نبينا الاكرم محمد (ص)، فقال: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)(سورة الانبياء: 107)، من غير استثناء مسلماً كان أو غير مسلم، وجعل الله الناس شعوباً وقبائل لكي يتعارفوا لا أن يتخاصموا أو يتنازعوا حتى لا تذهب قوتهم ويفشلوا، فقال (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(الانفال:46)، ومن أجل أن يتعاون المؤمنون وهم معتصمون بحبل الله، قال سبحانه: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(سورة آل عمران: 103)، ومن أجل أن يتعاون الانسان مع أخيه الانسان قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(سورة المائدة: 2)، فهذه وغيرها مقومات للحياة الهادئة التي تنعم فيها الانسانية وتنشد أهدافاً وقيماً تتجاوز بها محنها وعقدها الحياتية، حيث ان هذه المباديء تؤسس لحياة طيبة وتحقق بذلك سلماً اجتماعياً بين الناس رغم تعدد الافكار والافهام والاذواق وتنوّعها، فالتنوع مصدر إلهام وابداع وليس عائقاً في طريق تنمية الأمة لقدراتها وحين لا تفلح الأمة في توظيف هذا التنوع في خدمة التنمية والتطوير الحياتي والقيمي تطفو حينها مشاكل وعقد تفتت إرادة التغيير فيها، وحين يكون التنوع ملهماً للقدرات ودافعاً للابداع تتطلع الأمة لمواقف مشتركة مستلهمة قيم التعايش المبني على احترام الآخر وحفظ حقوقه وبذلك تعيش الأمة واقعاً جديداً تتحقق فيه حياة اجتماعية متناغمة تختفي فيها جزئيات العقد الحياتية وتبرز فيه مهام جديدة تدفع في طريق بناء الحياة الحرة الكريمة المبنية على السلم الاجتماعي الذي تنشده الانسانية في كل مراحلها وبهذا السلم تتفجر طاقات الأمـة وتستفيد من قدراتها الذاتية ليعم خيرها الدنيا جميعاً (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)(سورة الاعراف: 96).
انّ التقريب بين المذاهب الاسلامية من شأنه ان يفتت هذه العقد ويفتح آفاقاً للحوار يقضي فيها على الحواجز ويدفع الاوهام التي تعترض الفهم المتقارب والمواقف المشتركة، بينما الأمة في ظل التناحر والتضاد وتناقض الآراء واغفال قيم التقريب تفقد لا محالة قيم التعايش ومباديء السلم الاجتماعي وقد اكدت المؤتمرات الخمسة السابقة للتقريب بين المذاهب على ايجاد مثل هذه الفرص الكريمة للتلاقي وفهم الآخر والنأي عن نقاط الخلاف الذي يسد على الاطراف أبواب العمل المشترك والحياة السعيدة، ولأهمية السلم الاجتماعي ودوره في تنمية الانسان والمجتمع معاً انعقد المؤتمر الدولي السادس للتقريب بين المذاهب الاسلامية ليناقش (دور التقريب الحضاري في تحقيق السلم الاجتماعي) بحضور العلماء والمفكرين والنخب العلمية، ومن خلال الابحاث والأوراق والمداخلات والملاحظات التي قدمت في المؤتمر ثبّت المجتمعون عدداً من القرارات والتوصيات والمقترحات:
1- التقريب مشروع حضاري وسبب كبير من أسباب تحقيق الوحدة الإسلامية، فالتوافق الفكري مقدمة للانسجام العملي، وان تطوير آليات التقريب وتفعيل حراكه المؤثر في الأمة كلاهما سيجعل من هذا المشروع حاضنة كبيرة لتطلعات الوحدة داخل كيان الأمة الإسلامية الواحدة، لتسود ثقافة الوحدة والتقريب بين المسلمين.
ومن يعيب على التقريبيين ويلمز جهودهم وأعمالهم سيلوذ بالهزيمة ويصطدم بجدار هذه الوحدة ولا يحصد سوى المزيد من الفشل والخسران ومخالفة النداءات القرآنية وسنة النبي الأكرم محمد (ص) في تعزيز وبناء التآخي والوحدة بين المسلمين.
2- لابد من التمييز بين الصحوة الاسلامية بما تحمله من عفوية وقيم اسلامية ومطالب جماهيرية محقّة، وبين (الربيع العربي) الذي دخلت عليه يد الاستكبار والهيمنة لتفتيته والسيطرة عليه، ثم ان الصحوة الاسلامية تعني الرجوع إلى قيادة النبي محمد (ص) وهي بالتالي تعني ولادة الأمة الاسلامية الواحدة من جديد والتي سوف تشكّل القوة العظمى التي تقود الانسانية، وهذا ما جعل اعداء الانسانية يصبّون جام غضبهم على شخصية نبينا قائد الأمة الاسلامية المرشحة لقيادة العالم الجديد.
3- إنّ الإساءة للرموز والمقدسات الدينية انما هي عبث في السلم الاجتماعي لهذه الانسانية، ولا تمت تلك الإساءات من قريب أو بعيد الى حرية الرأي والفكر فأن الحرية انما تنتهي عند حقوق الآخرين، ومن هنا يطالب المؤتمرون كل المنظمات والهيئات الانسانية والدينية لا سيما منظمة التعاون الاسلامي ودول عدم الانحياز والجامعة العربية للسعي من أجل تجريم مسببي ومثيري هذه الاساءة الأخيرة وأمثالها ومن ثم السعي لاستصدار قانون دولي يجرم مثيري هذه الاساءات وصانعيها ومروجيها، حيث لا ينفع مع هؤلاء الادانات أو الشجب أو الاستنكار بالمرّة.
4- ان بلادنا الاسلامية اليوم تخضع لأشد وأعنف المؤامرات والاعمال التي تستهدف تمزيق وحدتها بسلاح الطائفية وفتاوى التكفير نيابة عن دول الهيمنة والتسلط. ان المسلمين كافة مسؤولون عن مواجهة هذه التحديات وتداعياتها، وللعلماء دور مبرّز في درء الفتنة واحلال السلم والتعايش المشترك وبدون ذلك الحزم سوف نسمح لهذه الأخطار ان تأتي على كل ما نمتلكه نحن المسلمين من مصادر القوة والوجود، انهم لا يريدون تنمية بلداننا ولا رفاه شعوبنا ولا يسمحون لأي تطور في عالم الأبداع الذي به تبنى المجتمعات، فليكن المسلمون يداً بيد لتحقيق تلك الأماني التي بها سعادة شعوبنا بعيداً عن أية تبعية أو استغلال لثرواتنا أو مساسٍ لسيادة بلداننا. اننا خير أمة أخرجت للناس إن أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وآمنا بالله الواحد الأحد.
5- السلم الاجتماعي: اذا كان السلم هو غياب العنف والارهاب والنـزعات القومية والعرقية والطائفية وغيرها فهذا هو هدف السماء ورسالة الانبياء ونظم القرآن وسيرة النبي الاكرم محمد (ص)، فلا حضارة ولا رخاء لهذه الانسانية جمعاء إلا بإحلال السلم الاجتماعي بين الناس عموماً وبين المسلمين أنفسهم بشكل خاص ولو بمراتب مختلفة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال السير في طريق الوحدة وبناء المواقف المشتركة وهذا بدوره لا يتم إلا من خلال إيجاد أجواء هادئة ومستقرة يحقق التقريب فيها مساحة كبيرة من الانسجام والتناغم والحوار. وبغير السلم الاجتماعي الذي تحيط به التحديات من كل مكان سوف ينتظر الانسانية والمسلمين بشكل خاصٍ خراب عظيم ودمار لكل ما حققته الاديان والمذاهب في طريق التعايش وفهم الآخر في ضوء التنوع والتعددية الفكرية.
6- ضرورة البحث عن آليات جديدة تدعم التقريب الى جانب الآليات الفاعلة فيه فالتحديات أمام التقريبيين تتعقد مع تجدد واصرار التقريبيين ولعلّ تشكيل الورش الفكرية في مختلف المناطق والحوار القريب والخطاب الهاديء وإشاعة قيم التقريب وسيادة ثقافته بين المسلمين، يسهم ذلك كله في ايجاد مناخات تقريبية جديدة لدرء التحديات والوقوف بوجهها لصناعة رأي مشترك وموقف مشترك في مختلف المسائل التي تواجهنا اليوم كتقريبيين وروّاد وحدة دعا اليها اسلامنا الحنيف ونبينا العظيم (ص).
7- لهذه الأمة الاسلامية قضايا كبرى تجهد في الدفاع عنها وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي تدعونا جميعاً للوقوف الى جانبها والدفاع عن حقوقها وعن أبنائها، في وقت يحاول البعض إلهاء الأمة عنها وعن مجمل قضايانا الأساسية ليَضيع المسلمون في الخلافات والفتن.
ونحيي من هنا كل صوت مقاوم يأبى الذل والهوان لا سيما في فلسطين ولبنان، وان طريق الوحدة والتقريب يحقّق الكثير من هذه الآمال التي يتطلع لها المظلومون في كل مكان فالله سبحانه لا يريد لعباده ان يظلموا أو يُظلموا فبالعدل يسود السلم والامان وهو الهدف الأسمى للتقريبيين ومن يسعى في طريق بناء أواصر الوحدة الاسلامية.
8- ان النـزاعات اليوم التي تشهدها سائر بلادنا الاسلامية تدعونا للمبادرة لوضع حلول عاجلة لوقف نزيف الدم والعنف من خلال تشكيل مرجعية علمائية تقوم على حلّ هذه النـزاعات على أساس من المعايير الاسلامية، وبدونها سوف نـترك المجال للمتربصين بهذه الأمة الذين يسعون لتمزيقها والهيمنة على ثرواتها وحقوق أبنائها وسيادة بلدانها.
9- وفي سياق الفقرة الثامنة من هذا البيان فأن جميع المسلمين مطالبون بالتصدي لتقديم الحلول الاسلامية الناجعة للأزمة الدامية في سوريا، ويؤكد المؤتمر على تشكيل (لجنة اتصال) على المستوى الذي يليق للتحرك على قضية بحجم سوريا (الحكومة، والمعارضة معاً) لايجاد فرص وخيارات مناسبة لقبول الحل الإسلامي.
ويبارك المؤتمرون الجهود المبذولة لعقد مؤتمر الحل الاسلامي للأزمة السورية المزمع عقده في طهران في غضون الشهرين القادمين إيماناً منا جميعاً بحفظ دماء المسلمين واحترامها، مناشدين الجميع بدعم هذا الاتجاه ليكونوا جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة، ولعل اللجنة الرباعية القائمة حالياً تكون جزءاً من هذا التحرك الجديد الواسع.
10- قادة البلدان الاسلامية أمامهم مسؤولية دعم الجهود التقريبية التي تهيء لمقدمات العمل المشترك وصناعة المواقف المشتركة. اما ان يبقوا يتفرجون على هذا الحراك الذي يسعى لوحدة المسلمين فان الشعوب تحمّلهم مسؤولية ذلك، وان علماء الأمة والسائرين في طريق الوحدة وكذلك روّاد التقريب ينتظرون من قادة هذه البلدان الموقف الداعم والمؤيد لهذا الحراك التقريبي الذي فيه خير الأمة ومستقبلها لا سيما بعد ان اخذت تحديات التقريب أبعاداً دولية في مقدمتها الاستقواء بالخارج والفتن الطائفية التي تدار من دول الهيمنة والتسلط. فالمسؤولية مشتركة من أجل أمان هذه الأمة وسعادتها وبناء مستقبلها المستقل.
وما طرح في مؤتمر قمة (التضامن الاسلامي) الأخير من الدعوة الى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية ينبغي ان تكون خطوة فاعلة لتصحيح المسار الدعوي لينأى عن منطق الاقصاء والتكفير الى منهج الاخاء والتسامح والتفكير.
11- قبل أربعين سنة اعتمدت دول العالم اتفاقية التراث العالمي بناءً على فكرة مفادها أننا نتقاسم تراثاً عالمياً يحقق الترابط بين جميع الثقافات وهي فكرة تحاول الجماعات المتعصبة في بقاع العالم كافة محاربتها، كما في الاعتداءات التي حصلت على المقامات الصوفية والاسلامية والدينية بشكل عام وليست الاسلامية فقط لما تتضمنه من اعتداء موجّه ضد هذا التاريخ وضد قيم التسامح والتبادل والعيش المشترك التي تحملها هذه المواقع التاريخية، وهذا يدعوننا الى حركة تضامن عالمية جديدة لشجبه والحيلولة دون تناميه وهي في صلب أهداف التقريب من أجل تحقيق السلم الاجتماعي العالمي.
12- هناك جملة من التوصيات والمقترحات أكد عليها المؤتمرون في طليعتها:
أ‌- أن يعرَّف هذا المؤتمر ككيان اسلامي مستقل له رسالة وأهداف وأمانة ولجان عمل تفعّل التوصيات التي تنبثق عن المؤتمر في بياناته الختامية.
ب- تصميم موقع الكتروني خاص للمؤتمر يوثق كافة الأوراق والرسائل والبحوث والدراسات والتوصيات التي طرحت في المؤتمرات السابقة والتي ستطرح في اللاحقة ليكون ذلك مرجعاً حقيقياً للدارسين والباحثين في مجال التقريب.
ج- اصدار كتاب سنوي عن المؤتمر يحمل اسم المؤتمر والدورة السنوية ويتضمن جميع المشاركات من أوراق بحثية وكلمات وبرامج واسماء المشاركين.
د- تخصيص صندوق (دعم مالي) لتنفيذ مشاريع وبرامج التقريب.
13- للمرأة دورها المؤثر في تفعيل مشروع التقريب، لذا ينظر المؤتمرون الى ضرورة تعزيز دور المرأة المسلمة واتاحة مساحة كبيرة لها في هذه المؤتمرات لتمارس دورها في التأثير في أوساطها لا سيما في المجال الاكاديمي والجامعي ومختلف المجالات الفكرية.
14- كلمة شكر وثناء لكل الجهود التي شارك فيها المؤتمرون ومن تجشم عناء السفر والحضور وللقائمين على هذا المؤتمر في سبيل توحيد الكلمة بأعلاء كلمة التوحيد، وكلمة ودّ وثناء للاعلاميين الذين لازمونا فترة انعقاد المؤتمر ونحمّلهم أداء رسالة التقريب في وسائلهم الاعلامية المرئية منها والمقروءة والمسموعة فالاعلام بات سلطة مؤثرة في صياغة الرأي العام لذا ندعوهم شاكرين لتنظيم برامج خاصة في التقريب والوحدة لاشاعة هذه الثقافة والقيم التقريبية في مجتمعاتنا وخارجها، ومن جهة أخرى العمل على نشر فكرة الحل الاسلامي لأزمات العالم الاسلامي عموماً. والله هو المسدد والمستعان.

والحمد لله رب العالمين.
المؤتمر الدولي السادس للتقريب بين المذاهب الاسلامية-لندن
29/9/2012م الموافق 12 ذي القعدة 1433هـ