الجمعة، 4 يونيو 2010

تداعيات واحتمالات..العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هل في ازمة

اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد زغبي الامريكي ان 81 في المئة من الامريكيين يعتقدون ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يضر بمصالح الولايات المتحدة.

واضاف المعهد الذي نشر تقريره يوم الخميس ان 51 في المئة يرون ان واشنطن غير قادرة على وقف الاستيطان الاسرائيلي.

وركز المعهد على ان رأي الغالبية يشير الى ان الولايات المتحدة تفقد هيبتها عالميا بسبب عدم قدرتها التأثير على اسرائيل في ما يتعلق بموضوع الاستيطان.

التأييد لاسرائيل

وحسب الاستطلاع الصادر عن المعهد الذي يعتبر من اهم المراكز في مجال استطلاعات الرأي والاكثر صدقية في الولايات المتحدة ان خمسين في المئة من الامريكيين ومعظمهم من الديموقراطيين يريدون ان يسلك الرئيس باراك اوباما خطا معتدلا في حل الصراع.

وفي السياق ذاته انخفضت نسبة التأييد بين الامريكيين لاسرائيل بحسب الاستطلاع من واحد وسبعين في المئة العام الماضي الى خمسة وستين في المئة هذا العام، اما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد خسر بدوره عدة نقاط على صعيد دعم الامريكيين لسياساته.
واثار الصحفي لقمان أحمد من بي بي سي _ واشنطن عدد من التساولات حول العلاقة الامريكية الاسرئيلية إذا أردت أن تصف الشعور الأمريكي الآني تجاه ثمار علاقة الولايات المتحدة بأقوى حليف استراتيجي لها في العالم اسرائيل فلن تجد كلمة سوى الإهانة والتحقير.ذلك ما قاله بالحرف ديفيد اكسلرود كبير مستشارى الرئيس أوباما.
قد يتساءل البعض ما الباعث على ذلك؟ تأتي الاجابة من يوميات الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، فهو ذهب فرحا يعلن بدء التفاوض غير المباشر ويجدد الالتزام الأمريكي بصيانة أمن أسرائيل .ليأتي الجواب الاسرائيلي في حضور بايدن بالاعلان عن خطة لبناء ألف وستمائة مستوطنة جديدة في القدس الشرقية.
بالنسبة لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون فان الأمر أعقد من الاهانة. ذلك ما دفعها للاستغراق فى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استغرقت ثلاثة وأربعين دقيقة.
ووصف تفاصيل المتحدث باسمها فيليب كراولى تفاصيل المكالمة بالقول." أرادت الوزيرة كلينتون أن توضح بجلاء أن الولايات المتحدة تعتبر خطة المستوطنات في القدس اشارة سلبية في تعامل اسرائيل في إطار العلاقات الثنائية مع أمريكا وأنها تجافي روح الزيارة التي قام بها نائب الرئيس.
وأكدت هيلاري كلنيتون بحسب تصريحات كراولي أن الخطوة الإسرائيلية "قوضت بناء الثقة فى عملية السلام"، وقالت هيلارى أيضا إنها لم تفهم لماذا أعلنت الخطوة الآن "خاصة فى ظل الالتزام الأمريكي القوي بأمن اسرائيل وعلى الحكومة الاسرائيلية أن تظهر لا بالكلمات وانما عبر خطوات محددة انها ملتزمة بالعلاقة معنا وبعملية السلام"؟
من بين التفاصيل التي يعتقد أن هيلارى أثارتها خلال المحادثة الهاتفية أربع نقاط .
أولاها التحقيق فى الاجراءات التي قادت للاعلان عن خطة بناء مستوطنات رامات شلومو اثناء زيارة بايدن، وثانيها إلغاء الخطة بأكملها
وثالثها تقديم اشارات ايجابية للفلسطينيين تقود الى احياء التفاوض كاطلاق سراح بعض السجناء الفلسطيينيين.
وأخيرا اصدار إعلان رسمي يوضح أن التفاوض مع الفلسطينيين بما في ذلك غير المباشر سيتناول القضايا المحورية للنزاع.
لكن يبدو أن هنالك من ينظر للأمر بطريقة أخرى كما أشارت فى مقابلة مع بى بى سى جينفر ميزراحى مؤسسة ورئيسة المشروع الاسرائيلي في أمريكا والتي أضافت أن "الأمريكيين يقدرون العلاقة مع اسرائيل، واستطلاعات الرأى تظهر أن شعبية اسرائيل وسط الناخبين الأمريكيين تبلغ ضعف شعبية أي قائد أمريكي. وبالتالى ينبغى للقادة الأمريكيين الاستماع إلى ناخبيهم".
واقعية
وأضافت ميزراحي قائلة: "مقابل كل ثمانية أمريكيين يؤيدون إسرائيل يؤيد واحد الفلسطينيين، أنا أدعو الى قيام دولة فلسطينية، وأعتبر نفسى نصيرة لاسرائيل ولتحقيق ذلك يجب أن نكون واقعيين. فليس عدلا أن نمارس التفرقة فى سياسات البناء لنمنع اليهود من العيش فى القدس أو نمنع المسلمين من العيش فيها.القدس يجب أن تكون لها سياسة بناء عادلة ومفتوحة للجميع ".
وحملت تداعيات هذا المشروع السفير الإسرائيلي في واشنطن ميخائيل أورين للإقرار بأن العلاقة بين واشنطن وبلاده تدهورت إلى أدنى مستوى لها خلال الخمسة والثلاثين عاما الماضية.
أما بالنسبة لاستئناف التفاوض غير المباشر فلا يعتقد زياد عسلى رئيس مجموعة العمل الأمريكية العربية أنها ستير كما خطط لها.ويضيف عسلي" أتوقع تأجيلا فى بدء العملية التفاوضية غير المباشرة ولكن على المدى البعيد لابد أن تبدأ المفاوضات".
فى هذه الأثناء ينتظر المسئولون الأمريكيون في البيت الأبيض والخارجية الرد الاسرائيلي على مطالبهم الأربعة.
أما اسرائيل فمن المنتظر أن تلجأ الى الكونجرس الاميريكى معتمدة على التأييد الذى طالما وفره لها فى أوقات الشدة، فرئيس الوزراء نتنياهو سيخاطب الأسبوع المقبل مؤتمر ايباك وهى أقوى مجموعات الضغط الأمريكية الداعمة لإسرائيل والتى تخصص كل عام يوما كاملا من مؤتمرها للذهاب إلى الكونجرس الأمريكي لحشد الدعم للسياسة الاسرائيلية.
ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة ميخائيل اورين لدبلوماسيين اسرائيليين ان العلاقات الامريكية الاسرائيلية تواجه ازمة ذات ابعاد تاريخية.
واعتبر السفير أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة قد تدهورت الى ادنى حالاتها منذ 35 عاما،جاء ذلك بعد الغضب في واشنطن من اعلان الحكومة الاسرائيلية اثناء زيارة لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن اليها ان مزيدا من الوحدات السكنية ستبنى في القدس الشرقية المحتلة
وناقضت تصريحات السفير اورين التي اوردتها صحفة يديعوت حرونوت الاسرائيلية ما قاله رئيس الحكومة الاسرائيلية إن الأزمة هي الآن تحت السيطرة.
ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن السفير اورين قوله لدبلوماسيين اسرائيليين آخرين في حديث هاتفي: "إن علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة تمر بأخطر ازمة تشهدها منذ عام 1975..وهي أزمة ذات ابعاد تاريخية."
وقال موقع (واينيت) الاخباري الذي تديره الصحيفة المذكورة إن وزارة الخارجية الامريكية استدعت السفير اورين يوم الجمعة الماضي ووبخته.ونقلت صحيفة اسرائيلية اخرى هي هاآرتس عن الدبلوماسيين الذين كان يهاتفهم اورين قولهم إنه كان يبدو عصبيا ومتشائما اثناء المحادثة.
وكان اورين قد اتصل بهؤلاء الدبلوماسيين لابلاغهم بضرورة الاتصال باعضاء الكونجرس الامريكي وزعماء الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة لتطمينهم بأن اسرائيل لم تكن تنوي توجيه اهانة للولايات المتحدة.
ويبدو ان السفير كان يشير بذلك الى الضغوط التي مارستها واشنطن - ووزير خارجيتها آنذاك هنري كيسنجر - على تل ابيب عام 1975 لاجبارها على الانسحاب من سيناء في اعقاب حرب اكتوبر/تشرين الاول 1973.ولم تعلق وزارة الخارجية الاسرائيلية رسميا على التصريحات التي نسبت الى سفيرها في واشنطن.
نتنياهو
من جهته أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اسفه لتوقيت الاعلان عن خطط الاستيطان الجديدة. ولكنه أبلغ البرلمان الاسرائيلي يوم الاثنين ان عمليات البناء لا تضر بالجانب الفلسطيني وانها سوف تستمر.
ولم يلمح نتنياهو في كلمته الى احتمال الغاء قرار حكومته الاخير بتشييد 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو بالقدس الشرقية.وأضاف نتنياهو أنه على مدى أربعين عاما لم تفرض أي حكومة إسرائيلية قيودا على بناء الأحياء السكنية في القدس.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قد اعلن أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طالبت نتنياهو برد رسمي على المخاوف الأمريكية التي أثارتها معه.إلا أن المتحدث اكد استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل حليفتها الاستراتيجية.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد وصفت بلهجة لا تخل من التشدد التصرف الاسرائيلي الاخير بأنه "مهين"، الا انها اردفت قائلة إن العلاقات بين البلدين "غير مهددة لانها قوية وراسخة."
"اهانة"
وكان ديفيد اكسلرود احد كبار مساعدي الرئيس باراك اوباما قد قال الأحد الماضي إن اعلان اسرائيل عن خطط بناء الوحدات السكنية الجديدة سيدمر جهود السلام.
وقال اكسلرود إن الخطوة الاسرائيلية التي خيمت بضلالها على زيارة نائب الرئيس بايدن للشرق الاوسط شكلت اهانة للولايات المتحدة.
وكان بايدن قد صرح قبل ساعات فقط من الاعلان الاسرائيلي بأن "لا مجال للتفريق بين الولايات المتحدة واسرائيل."
تلقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ناقش معها إمكانية قيام إسرائيل بخطوات لبناء الثقة مع الفلسطينيين، حسب ما صرحت به وزارة الخارجية الأمريكية دون إعطاء تفاصيل.
وكانت الولايات المتحدة بانتظار رد إسرائيلي على مطالب تقدمت بها إثر التوتر الذي نجم عن إعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدس الشرقية.
وجاء الإعلان أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى المنطقة، مما سبب له إحراجا، ودفعه الى توجيه انتقاد حاد اللهجة للخطة الإسرائيلية.
ولم تتوفر معلومات كافية بعد حول طبيعة الخطوات التي اقترحها نتنياهو كما لم يتضح اذا كانت مرتبطة بالمطالب الأمريكية.
وقال بي جي كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل سيتوجه الى المنطفة خلال نهاية الأسبوع للقاء نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما وردت تقارير عن احتمال عقد اجتماع يضم كلينتون ونتنياهو خلال أسبوع.
يذكر أن كلينتون ستحضر اجتماعا للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط في العاصمة الروسية موسكو.
واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاي كلينتون عن ارتياح واشنطن لاعلان الحكومة الاسرائيلية عزمها على تجميد بناء المساكن في مستوطنات الضفة الغربية، وقالت انه قرار يساعد على تحريك عملية السلام.
وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعلن ان الاخير سيطلب من اللجنة الوزارية الامنية المصغرة التي يرأسها الموافقة على تجميد النشاطات الاستيطانية السكنية في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر، على ان لا يشمل هذا القدس الشرقية.
واوضح مكتب رئيس الوزراء ان نتنياهو سيسعى الى الوصول الى اتفاق حول "تعليق مؤقت لرخص الانشاءات والبناء السكني".

وقال البيان الصادر من الوزارة ان كلينتون اعتبرت ان "اعلان حكومة اسرائيل اليوم يساعد على التحرك قدما نحو حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني".
واضاف البيان: "نحن نعتقد بأن الأطراف المعنية تستطيع من خلال مفاوضات حسنة النية التوصل إلى اتفاق مشترك على النتيجة التي تنهي النزاع وتحقق هدف الفلسطينيين في قيام دولة مستقلة قابلة للحياة على اساس خطوط 1967 مع تبادل متفق عليه (للاراضي)، والهدف الاسرائيلي في دولة يهودية بحدود آمنة معترف بها وتعكس التطورات اللاحقة وتلبي المتطلبات الامنية الاسرائيلية".
وقالت كلينتون: "دعوني اقول لكل الناس في المنطقة والعالم: ان التزامنا بتحقيق الحل الخاص بالدولتين اللتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن هو التزام لا يتزعزع".
الا ان الفلسطينيين قالوا ان استثناء القدس الشرقية من هذا القرار يعتبر "مشكلة خطيرة جدا جدا".
ويرفض الفلسطينيون العودة الى طاولة المفاوضات ما لم تجمد اسرائيل كافة نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية.
وقال نتنياهو قبل اجتماع اللجنة الوزارية الامنية المصغرة ان التحرك "ليس خطوة بسيطة او سهلة، لكن فيها من الايجابيات اكثر من السلبيات".

وجدد نتنياهو دعوة الفلسطينيين الى العودة الى المفاوضات بالقول ان اسرائيل "جادة جدا" في نواياها للوصول الى السلام.
لكن من الملاحظ ان بيان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي اشار فقط الى تجميد بناء المساكن، ولم يشر الى المنشآت او الابنية البلدية او اعمال البنية التحتية.
وكانت حكومة نتنياهو قد ذكرت في السابق انها لا تريد وقف المشاريع التي تنفذ حاليا، او تلك قيد التنفيذ.
وقد تسبب الخلاف الفلسطيني الاسرائيلي حول تجميد النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية في عرقلة محاولات الرئيس الامريكي باراك اوباما لاحياء محادثات السلام المتعثرة لعدة اشهر.
يذكر ان اسرائيل كانت قد اعلنت اخيرا انها ستبني 900 وحدة سكنية جديدة قرب القدس الشرقية.
ويتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الولايات المتحدة بالتراجع عن سياستها السابقة بشأن الشرق الاوسط، ورفضها الضغط على اسرائيل لاقناعها بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وتقول في القدس كاتيا ادلر مراسل بي بي سي ان الكثير سينظر الى هذه الخطوة على انها محاولة خبيثة لمهادنة واشنطن.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان "استثناء القدس مشكلة خيرة جدا جدا بالنسبة لنا".
وكان الرئيس الامريكي قد اجرى في العاشر من هذا الشهر محادثات في البيت الابيض مع نتنياهو للبحث في احياء جهود عملية السلام.
وتقول مراسل بي بي سي في واشنطن كيم غطاس انه على الرغم من متانة التحالف بين البلدين، اعربت ادارة اوباما عن استيائها من الجمود الذي اصاب جهودها لتحريك عملية السلام.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاربعاء بعد اجتماعها بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ان الولايات المتحدة "لا تقبل بشرعية الاستيطان الاسرائيلي، لكنها اضافت بأنها تعتبر "ان المفاوضات هي السبيل الاسرع للتوصل الى تجميد الاستيطان".
وافادت كلينتون في مؤتمر صحفي عقدته مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط بأن "واشنطن مقتنعة بأن انهاء كل الانشطة الاستيطانية حاليا ومستقبلا هو الحل الامثل."
كما اشارت كلينتون الى ان المفاوضات حول "دولة" فلسطينية ينبغي ان "تشمل كل القضايا بما فيها القدس".

وتعليقا على زيارة كلينتون السابق الى المنطقة قال الناطق باسم الخارحية الامريكية بي.جي. كراولي الذي يرافق الوزيرة في جولتها ان "هناك بعض التقدم الذي حدث ولكن من الواضح ان ذلك لا يكفي في الوقت الحالي."
يشار الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما كان قد خفف الضغط على اسرائيل بشأن الاستيطان داعيا الى "تقييد البناء" بعد ان كان دوما يطالب بـ "التجميد".
واثار تصريح اوباما هذا غضب الفلسطينيين الذين اعتبروا انه "قتل اي امل في احياء محادثات السلام في وقت قريب".
واكدت كلينتون هذا التحول في سياسة الضغط التي كانت تتبعها واشنطن حيال اسرائيل اذ اشادت من القدس بعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "تقييد الاستيطان"، واصفة اياه بـ"العرض غير المسبوق"، داعية الفلسطينيين الى التخلي عن شرطهم المسبق لاجراء المحادثات دون ان تقدم مطالب محددة مماثلة الى الجانب الاسرائيلي.
من جهته، علق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على التصريحات التي ادلت بها في اسرائيل قائلا ان "الفلسطينيين قد يعيدون النظر في حل الدولتين التي لن تستمر كخيار في حال استمرت اسرائيل بسياستها الاستيطانية، وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يواجه شعبه والرأي العام بقول هذه الحقيقة".
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه لا توجد أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك عقب تصاعد حدة الخلاف بسبب إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي بناء ألف وستمائة وحدة سكنية جديدة في حي رامات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية.
إلا أن أوباما اعتبر في تصريحات تلفزيونية أن الإعلان الذي تزامن مع زيارة نائبه جو بايدن إلى المنطقة لا يساعد في عملية السلام.وأضاف في مقابلة مع شبكة فوكس " إسرائيل هي أحد أوثق حلفائنا ونحن والشعب الاسرائيلي يجمعنا رباط خاص لن ينفصم، لكن الاصدقاء يختلفون احيانا".
وكان الإعلان الإسرائيلي قد أثار ردود فعل دولية شاجبة في وقت تجهد فيه الرباعية الدولية لدفع المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الأمام.
وقد وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون صباح يوم امس الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في لقاء اللجنة الرباعية للتسوية في الشرق الأوسط في محاولة لإيجاد مخرج من التوتر المتصاعد في الأراضي الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء ان المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل لن يلتقي القادة الاسرائيليين والفلسطينيين قبل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الجمعة في موسكو خلافا لما كان مقررا. وكان متوقعا ان يزور ميتشل الشرق الاوسط هذا الاسبوع للدفع بمفاوضات مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
في الوقت نفسه من المقرر أن تصل اليوم البارونة كاثرين أشتون مديرة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الخارجية إلى قطاع غزة.
وستكون أشتون إحدى أهم كبار الشخصيات السياسية الغربية التي تقوم بزيارة القطاع منذ سيطرة حماس على السلطة هناك.
وتأتي هذه الزيارة في خضم دفعة جديدة من جانب الاتحاد الأوروبي لاحياء عملية السلام فى الشرق الاوسط.
وسوف تجتمع البارونة اشتون مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.
وفي وقت لاحق ستتوجه أشتون الى موسكو لعقد اجتماع للجنة الرباعية المكونة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا
من ناحية أخرى تبرأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تصريح أدلى به صهره في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية وصف فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه معاد للسامية.
وقال نتنياهو في بيان أصدره "لدي احترام عميق لالتزام الرئيس أوباما بأمن إسرائيل، والذي عبر عنه مرات عدة".وكان بين أرتزي، صهر نتنياهو، قد كرر الاتهام في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مؤكدا أن هذا كان رأيه في الرئيس الأمريكي منذ فترة طويلة.
وتأتي هذه الاتهامات على خلفية معارضة الولايات المتحدة لبناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو، وقد جرى الإعلان عن هذه الخطة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى القدس، مما أثر غضب الجانب الأمريكي وخلق أزمة في العلاقات بين البلدين وصفها السفير الإسرائيلي لدى واشنطن بأنها أعمق أزمة تمر بها العلاقة منذ ثلاثين عاما.
من جهته وصف وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان الدعوات الدولية لوقت الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة بانها غير معقولة.وتابع ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا المتشدد "اعتقد ان هذا المطلب يشكل بطرقمختلفة, فرصة للمجتمع الدولي للانقضاض على اسرائيل ولكي يمارس الضغوط على اسرائيل ويطالب باشياء غير منطقية".
واوضح الوزير الاسرائيلي "انه كما لو اننا على سبيل المثال نمنع العرب في القدس الشرقية من شراء منازل في القدس الغربية (حيث الغالبية من اليهود), ويقال
ان اسرائيل دولة فصل عنصري".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي في القدس مع كاثرين اشتون، التي حثت إسرائيل على "إطلاق مفاوضات جدية" من أجل حل مشكلة القدس، مضيفة أن "المفاوضات الجدية هي وحدها الكفيلة بحل مشكلة القدس".
وأعربت أشتون في المؤتمر الصحفي عن أملها في أن تكلل محاولات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لإطلاق المفاوضات بالنجاح
في زيارة نادرة لمسؤول غربي كبير , من المقرر ان تتوجه الى غزة الأربعاء القادم كاثرين اشتون، ويخضع قطاع غزة الى حصار اقتصادي اسرائيلي منذ عام الفين وسبعة , ولا يسمح الى بدخول مساعدات انسانية محدودة.
ورحبت الامم المتحدة بهذه الزيارة وقالت ان الحصار الاسرائيلي تسبب الحاق الفقر بمئات الالاف من سكان قطاع غزة

واعلنت الخارجية الاميركية الاثنين الماضي بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية امريكية لاعادة تنشيط عملية السلام.
وقال فيليب كراولي الناطق باسم الخارجية الامريكية ان المفوضات" بدأت، وهي جارية". واضاف ان جورج ميتشل المبعوث الاميركي للشرق الاوسط سيعود الى واشنطن لاطلاع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على التفاصيل.
وكان الفلسطينيون قد اعلنوا الاحد موافقتهم على اجراء محادثات غير مباشرة لاربعة اشهر عبر المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام جورج ميتشل، وقبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى تل ابيب في جولة اقليمية تهدف الى محاولة احياء عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وجاء الاعلان عن هذه بدء المفاوضات اثر اعلان الحكومة الاسرائيلية موافقتها على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عليت بالضفة الغربية المحتلة رغم التجميد الجزئي للاستيطان الذي اعلنته الحكومة.
وكان وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان اعلن صباح الاثنين الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار إيليت قرب بيت لحم بالضفة الغربية
وقال وزير البيئة للإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة قررت في نهاية العام الماضي تجميد البناء "لكن هذا القرار نص على استثناءات في حال حصول مشكلات امنية بالنسبة للبنى التحتية في الأعمال التي انطلقت قبل قرار التجميد".
وحاول اردان الحد من تأثير هذا القرار على زيارة بايدن الذي سيلتقي الثلاثاء القادة الاسرائيليين في القدس بينهم نتنياهو والاربعاء القيادة الفلسطينية في
رام الله بالضفة الغربية.
وقال أردان إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس بايدن يعرفان أن المهم هو ان رئيس الوزراء نتنياهو"مستعد لبدء مفاوضات مباشرة في اي لحظة وسمح بازالة عدد من حواجز الطرق في الضفة الغربية وقرر تجميدا لبناء المساكن".
في الوقت نفسه التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية المبعوث الأمريكي جورج ميتشل. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات إن الإدارة الأمريكية ابلغت السلطة الفلسطينية انها ستعلن الطرف الذي يعرقل المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
ونقل عريقات عن عباس قوله لميتشل إنه "اذا كانت كل جولة تفاوض(ستتضمن الاعلان عن مزيد من الاستيطان والاجراءات الاحادية الجانب وفرض حقائق على الارض واستمرار الاغتيالات والاعتقالات, فان ذلك يضع علامة استفهام على كل الجهود التي نقوم بها".
وأضاف عريقات أن بناء الوحدات الجديدة من شأنه أن يقوض جهود السلام الامريكية لاحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
من جهته قال أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "إن قرار إسرائيل المضي قُدما ببناء الوحدات السكنية الجديدة يُعتبر تحديا لكل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية، وخاصة الأمريكية، لإحياء عملية السلام".
ورأى قريع أن "إن إسرائيل تريد بقرارها هذا نقل رسالة واضحة لجميع هذه الأطراف، الفلسطينية والعربية والدولية والأميركية خاصة، ومفادها أن سياسة الاستيطان
والتوسع الاستيطاني مستمرة، وأن سياسة وإجراءات تهويد القدس مستمرة، ولا رادع لها".
أمّّا نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، فقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن ندين هذا القرار الذي تهدف منه إسرائيل لوضع العراقيل لإفشال جهود ميتشيل".
وأضاف أبو ردينة قائلا: "إن هذا القرار يأتي في الوقت الذي يزور فيه ميتشيل المنطقة بغرض تحريك عملية السلام، ويؤكد أن إسرائيل مستمرة في ممارساتها الهادفة لتدمير وتخريب
هذه الجهود".
إجراءات حازمة
ودعا المسؤول الفلسطيني الإدارة الأميركية إلى أن تتخذ إجراءات حازمة لوقف القرار، وذلك "من خلال الضغط على إسرائيل قبل فوات الأوان".
بدورها قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية: "إن الإعلان عن السماح ببناء المزيد من الوحدات السكنية يثير الكثير من التساؤلات بشأن التزام إسرائيل بعملية السلام."
وقد أعطت إسرائيل الاثنين الضوء الأخضر للمضي قدما ببناء الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة بيتار إيليت بالضفة الغربية، وذلك على الرغم من تجميد إسرائيل للاستيطان بشكل جزئي.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تجميد الاستيطان لمدة 10 أشهر، وذلك نزولا عند الضغط الأمريكي الكبير للقيام بمثل تلك الخطوة.
ويقول الوزراء الإسرائيليون إن السماح ببناء الوحدات الجديدة جاء بسبب ما اعتبروه "قضايا أمنية".
يُذكر أن كافة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية تُعتبر "غير قانونية" من وجهة نظر القانون الدولي، الأمر الذي يختلف عن وجهة النظر الإسرائيلية القائلة بقانونية مستوطناتها تلك.
وكانت قيادة السلطة الفلسطينية قد دأبت خلال الفترة الماضية على المطالبة بتوقف إسرائيل بشكل كامل عن بناء المستوطنات، وذلك كشرط مسبق لعودتها إلى الانخراط مجددا بمحادثات السلام المتوقفة منذ أكثر من عام

و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارته إلى واشنطن إن تم تحقق تقدم نحو تسوية الأزمة مع البيت الابيض بشأن البناء الاستيطاني في القدس الشرقية.

وقال نتنياهو قبيل صعوده الى الطائرة عائدا الى اسرائيل في ساعة مبكرة يوم الخميس "نعتقد اننا وجدنا سبيلا ذهبيا سيسمح للامريكيين بحث خطى عملية السلام وفي الوقت نفسه الحفاظ على مصالحنا القومية".

ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة هذا الحل بعد يومين من المحادثات التي اكدت التقارير أنها فشلت في حل الخلاف الأمريكي الإسرائيلي بشأن خطط الاستيطان.ويرى مراقبون أن إعلان إسرائيل عن خطة بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية سبب أحد أسوأ الأزمات في العلاقات بين البلدين منذ عقود.

وقالت مصادر مطلعى إن واشنطن سعت إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ إجراءات لبناء الثقة تسمح بإجراء مفاوضات تمهيدية غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلية بوساطة أمريكية.

وقد اجتمع نتنياهو قبيل مغادرته واشنطن بمبعوث السلام جورج ميتشل المتوقع أن يعود قريبا إلى منطقة الشرق الأوسط.

وكان البيت الابيض قد أعلن الاربعاء ان المحادثات بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي لم تنجح في حل "الخلاف" بين البلدين، ما قد يقوض الجهود الامريكية لاحياء مفاوضات السلام في الشرق الاوسط.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس إن الولايات المتحدة طلبت توضيحات حول الخطط الإسرائيلية الأخيرة للبناء في القدس الشرقية، وان اوباما طلب من نتنياهو اتخاذ خطوات محددة "لبناء الثقة" بهدف دفع المحادثات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

لكن جيبس اضاف: "نقيم علاقات متينة مع حليف ثابت. هناك نقاط اتفاق ونقاط اختلاف، والمحادثات لا تزال مستمرة"، رافضا التطرق الى فحوى الاجتماع.

وقد دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى اتخاذ خطوات بناء ثقة لكي يمكن إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تسعى الولايات المتحدة إلى تنظيمها بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن لم ترد أنباء عما اذا كان نتنياهو قد قدم تنازلات في موقفه
وكان نتنياهو قد قال للصحافيين قبيل لقائه بأوباما: "اذا ايد الامريكيون المطالب غير المنطقية التي يطالب بها الفلسطينيون بشأن تجميد البناء في القدس، يمكن ان تشهد العملية السياسية جمودا لمدة عام."

وقبل لقاء نتنياهو بالرئيس الامريكي بلحظات، اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية ان بلدية القدس اعطت الضوء الاخضر لبناء 20 وحدة سكنية لعائلات يهودية على انقاض فندق فلسطيني في حي الشيخ جراح العربي في القدس الشرقية المحتلة
وقالت نعومي تسور نائبة رئيس بلدية القدس الاسرائيلية في مقابلة خاصة مع بي بي سي إن البناء سيستمر في القدس مدافعة عن خطط سابقة أقرتها إسرائيل لبناء ألف وستمئة وحدة سكنية.

وردا على هذه التصريحات قال عدنان الحسينى محافظ القدس ان هذه مجرد مصطلحات لتخفيف الضغط على الشعب الفلسطينى.

وكان نتنياهو قد جدد تأكيده على حق إسرائيل في البناء في أي مكان ترغب فيه في القدس، قائلا إن القدس "ليست مستوطنة بل عاصمة لإسرائيل."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق