الجمعة، 4 يونيو 2010

الحوار الامريكي الصيني,,,,حوار المصالح,,, وتقاطع المصالح ؟

انطلقت في العاصمة الصينية بكين يوم الرابع والعشرون من مايو 2010 جلسات الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السنوي بين الصين والولايات المتحدة.وويشارك 200 مسؤول أمريكي رفيع المستوى الى جانب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في أعمال جلسات الحوار الاستراتيجي والاقتصادي السنوي الذي يهدف الى تعزيز العلاقات الثنائية بعيدة المدى
وافتتح دورة الحوار الجديدة المنعقدة في قاعة الشعب الكبرى ببكين الرئيس الصيني هو جنتاو بكلمة وعد فيها باجراء اصلاحات اضافية للاجراءات التي تعتمدها الحكومة الصينية للسيطرة على سعر صرف عملتها اليوان، الا انه لم يعط اي موعد لذلك.
وتتهم واشنطن وغيرها الصين بتعمد ابقاء قيمة اليوان منخفضة مما يعطي المصدرين الصينيين افضلية غير عادلة.
وقال الرئيس هو: "ستواصل الصين باستمرار دفع عملية اصلاح آلية سعر صرف الرينمينبي (عملة الشعب، او اليوان) الى الامام بموجب مبدأ استقلالية القرار والتقدم التدريجي."
ورحب وزير الخزانة الامريكي وعضو الوفد الامريكي المشارك في دورة الحوار تيموثي جيثنر بما ذهب اليه الرئيس الصيني فيما يخص اهمية اصلاح نظام صرف اليوان.
وقال جيثنر "نرحب باعتراف القيادة الصينية بالحقيقة القائلة إن اصلاح نظام صرف العملة الصينية يعتبر جزءا مهما من برنامجها الاصلاحي العمومي. إن السماح لسعر صرف العملة الصينية بالتعبير الصادق عن قوى السوق امر مهم ليس فقط من اجل منح الصين المرونة اللازمة لمواصلة نموها الاقتصادي بنسبة تضخم قليلة، ولكن ايضا من اجل لتشجيع القطاع الخاص في الصين على تحويل موارده نحو الفعاليات الاكثر انتاجية وربحية."
ويهدف هذا الحوار الى تهدئة العلاقات الاقتصادية الواسعة - والمتوترة احيانا - بين البلدين، الا انه هذه السنة قد يكشف عن خلافات بينهما حول السبيل الامثل للتعامل مع كوريا الشمالية.
وتترأس الجانب الامريكي في الحوار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي وصلت الى الصين في الاسبوع الماضي على رأس وفد ضخم يضم في صفوفه وزير الخزانة تيموثي جيثنر.
ويبدو ان الخلاف بين البلدين حول سعر صرف العملة الصينية لن يجري التطرق اليه في الحوار.
واكدت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحكومة الصينية ان اي تغيير في سعر صرف اليوان هو موضوع صيني داخلي يقرر وفق مصالح الصين، اما المسؤولين الامريكيين فلم يلمحوا علنا الى ان موضوع اليوان سيطرح في جدول اعمال الحوار كمادة رئيسية.
وقللت الوزيرة كلينتون من جانبها من اهمية التوترات التي شابت العلاقات الثنائية في الاشهر الاولى من السنة الجارية بسبب القيود التي تفرضها بكين على الانترنت وقرار واشنطن بيع اسلحة متطورة لتايوان واقدام الرئيس الامريكي باراك اوباما على مقابلة الزعيم الروحي لبوذيي التبت الدلاي لاما.
وقالت كلينتون لاحدى محطات التلفزيون في هونغ كونغ: "نريد ان نجعل من علاقتنا الايجابية اصلا اكثر ايجابية. ان علاقاتنا قوية ولكن يمكنها ان تكون اكثر قوةوقالت المسؤولة الامريكية إن المواضيع التي سيتم تناولها في الحوار تشمل العلاقات الاقتصادية الثنائية والملف النووي الايراني والملف الكوري لاسيما بعد ان اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية باغراق احدى سفنها الحربية في مارس/آذار الماضي.
وقالت كلينتون متطرقة الى الموضوع الاخير إن المجتمع الدولي لا ينبغي ان يترك موضوع اغراق السفينة الكورية الجنوبية - الذي راح ضحيته 46 بحارا - يمضي دون رد.
يذكر ان الصين من الدول القليلة التي تقف الى جانب كوريا الشمالية، ولم تنتقد علنا اقدام بيونغيانغ على اغراق السفينة الجنوبية بل اكتفت باصدار نداء بضبط النفس. وقد يصبح الموقف الصيني هذا سببا لخلاف جديد مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول امريكي لم يشأ الافصاح عن اسمه قوله: "نريد ان تعلم الصين بأننا نأخذ هذا الموضوع مأخذ الجد، ونريد منها ان تتخذ بعض الخطوات على الصعيد الدولي للبرهنة على هذه الجدية."
يذكر ان العجز التجاري الامريكي مع الصين انخفض في عام 2009 الى 226,8 مليار دولار بعد ان كان قد سجل في العام الذي سبقه رقما قياسيا بلغ 268 مليار
ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الصين الى اقامة علاقات اقتصادية "اكثر توازنا" مع الولايات المتحدة،
وقالت كلينتون، ، إن الشركات الامريكية تستحق ان "تعامل بانصاف" فيما يخص التنافس على الفوز بالعقود التي تطرحها الحكومة الصينية، كما تستحق المزيد من الشفافية في التعاملات التجارية مع هذا البلد الآسيوي.
واكدت كلينتون على الاهمية التي تحتلها المخاوف الاقتصادية الامريكية من الصين على تطور العلاقات بين البلدين.
وقالت المسؤولة الامريكية : "إن الشفافية في صياغة القوانين والتعليمات وعدم التمييز والانصاف في منح العقود من جانب القطاعين العام والخاص على حد سواء والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كل هذه عوامل مهمة جدا بالنسبة للاقتصاد الكوني في القرن الحادي والعشرين."
وقال مراسل بي بي سي في بكين مايكل بريستو ان هناك الكثير من القضايا الاقتصادية التي تنتظر التقارب في موقفي البلدين، منها شكوى الولايات المتحدة من العجز التجاري بين البلدين (لصالح الصين)، ومطالبة الجانب الصيني الولايات المتحدة برفع الرقابة على الصادرات الصينية الى الولايات المتحدة.
وقد أوضح جيتنر في كلمته الافتتاحية انه يرغب في رؤية الصين تفتح أبوابها للشركات الأجنبية.
وأضاف جيتنر قائلا "التجديد هو مفتاح الرخاء المستقبلي، والتجديد يزدهر مع فتح الأسواق وتأمين فرص عادلة للتنافس".
يذكر ان الولايات المتحدة ترى أن الصين تحافظ على قيمة متدنية لعملتها (اليوان) للإبقاء على أسعار سلعها رخيصة في الأسواق الخارجية، وترغب واشنطن في أن تترك الصين لليوان حرية التداول في أسواق العملة الخارجية.
ومع أن جينتاو وعد بإصلاحات في وضع العملة الصينية إلا أنه لم يحدد جدولا زمنيا لذلك.
وقال جيتنر ان اصلاح اليوان سيمنح الصين مرونة المحافظة على معدلات نموها مع الإبقاء على التضخم منخفضا.
وكانت الصين قد أعلنت عن نيتها إجراء إصلاحات في آلية تحديد قيمة اليوان ولكنها لا تريد الإسراع في ذلك خوفا من أن يكون له أثر سلبي على الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على التصدير بشكل أساسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق