السبت، 18 ديسمبر 2010

انها ماساة صحفي بكل ما تجمل الكلمة عارف محسن الخيواني



عارف محسن الخيواني


محمد صادق العديني
alodaini_ctpjf@hotmail.com





هو إنسان من هذا اليمن.. من مواليد مديرية السلفية بمحافظة ريمه. 

هو "عارف" هذا الذي تطالعونه منهكاً.. هدّه التعب، ونال من روحه القمع أذى وقهراً وخذلاناً. 
...ملامح العذاب محفورة بالألم في تقاسيم وجهه الباكي الحزين.. وجسمه النحيل المجهد. 
هو ذا الذي ترونه في الصورة الفوتوغرافية.. ويشاهده يومياً العديد من زملائه مشرداً.. ضائعاً.. تائهاً في أرصفة صنعاء "العاصمة"! وعلى بلاط "حوش" مبنى نقابة الصحافيين اليمنيين. 
ربما.. ربما ساعد على مضاعفة قهره.. واستمراء قاهره.. هو كل هذا الخذلان حد التواطؤ.. وأنه من تلك أل"ريمه" المطحون أهلها. 
الخيواني عارف.. كان مديراً لتحرير صحيفة "22 مايو" الصادرة عن الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، وأحد أبرز محرري صحيفة "26 سبتمبر" الصادرة عن التوجيه المعنوي بزعامة الفندم علي حسن الشاطر.. والقريبة حد اللسان من الحاكم ومراكز القرار! 
ثم... توقفوا معي لنراجع معاً سجل القهر وقائمة الجور والانتهاكات التي ذبحته وما تزال: 
- تعرض للاعتداء البدني والضرب الوحشي أكثر من مرة. 
- لوحق.. وطورد.. 
- اعتقل لمرات، ومورست بحقه صنوف شتى من الضغوط النفسية، وزج به مكرراً في مصحة الأمراض النفسية داخل سجن صنعاء المركزي. 
- أخضع للتمييز الوظيفي.. وصودرت مستحقاته ومرتباته وتم فصله تعسفياً. 
إذن.. هل يكفي هذا الجزء من المأساة التي أصبح يعرف تفاصيلها عديد من البشر..؟! 
عارف محسن الخيواني.. عمر مأساته يقارب السنوات الـ10 وتزيد.. ترى كم من سنوات القهر يجب على الإنسان أن يتجرع مراراتها وآلامها وهوانها.. حتى ينصف.. كم؟ 
والخيواني.. يا هؤلاء.. وأولئك.. يا كل من وصلته مظلمته ولم ينتصر له.. يا كل من يشاهد بؤسه ولا يستفز ضميره.. الخيواني أيها الساكتون عن الحق.. المناصرون للقهر.. أيها الشركاء في الجرم صمتاً وحياداً.. مسلوبي الإرادة.. أنتم بؤساء.. مساكين. 
عارف محسن الخيواني.. سجلوا أنه يمني من ريمه.. صحافي يحمل عضوية نقابة الصحافيين اليمنيين.. وهو يا كل أولئك وهؤلاء.. الوجع الذي لن يهدأ.. الذنب الذي لا يغتفر.. خطؤنا وخطيئتنا التي ستظل نظراته المنكسرة وأناته المستغيثة تلاحقنا وتملأ أسماعنا.. فترافقنا جميعاً إلى القبر.. لأننا خذلناه. 
وإنه ذلك الذي لن يتعلق يوم العرض والمحشر والوقوف بين يدي الذي لا يظلم ولا يقهر.. لن يتعلق فقط في رقبة الشاطر مفردا"وهو الذي انتهك آدميته.. وداس على أحلامه وأمنياته.. 
لكنه.. وكلنا أشقياء.. سيتعلق برقابنا جميعاً.. لأننا بصمتنا أصبحنا مجاميع من "الشطار".. قطعاناً من المستسلمين.. فاقدي الإحساس الإنساني.. مغيبي الضمائر الثائرة. 
وما دمنا نتجاور بالفراق.. ونتعايش بالنفاق.. ستظل أيامنا شقاقاً.. وحياتنا بين ظالم لا ينتهي ومظلوم لا ينتصف.. 
اللهم اغفر لي..
واعفُ عني..
فإني صحافي من اليمن..
وهذا ذنبي الذي لم أعد أحتمله.

انها ماساة صحفي بكل ما تجمل الكلمة وصدق صديقي محمد صادق العديني حين قال في نهاية مقالة عن عارف ,,وما دمنا نتجاور بالفراق.. ونتعايش بالنفاق.. ستظل أيامنا شقاقاً.. وحياتنا بين ظالم لا ينتهي ومظلوم لا ينتصف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق